أعرف أن هناك من قد يغضب منّي بسبب ما سأقوله في السطور القادمة، لكن ما أخافه أكثر هو أن يقبض علي كـمثقف، وأعرف أيضاً أنه لن يسأل عني أحد سوى بضعة رؤوس من الماعز وبكرتين في العزبة.............ومع ذلك سأبعد أفكار الخوف السوداء عن رأسي وسأكتب ما يمليه عليّ ضمير صاحب الكلمة....
كنت أكتب الكلمات السابقة وأنا متكئ على سياج زريبة الغنم، وكان التيس يتلصص من ورائي ويقرأ ما كنت أكتبه...... دخل شيء في أنفه فعطس، أفزعني فاغتظت منه.......التفت له قائلاً
-تيس فضولي، كبرت وشخت ولم تترك هذه العادة السيئة!!.
-أرجوك لا تكتب شيئاً يؤدي بك للسجن، انتظر حتى يرجع "رستم" من باكستان وبعدها اكتب ما تشاء ، لمن ستتركنا الآن لو قبضوا عليك؟! من سيطعمنا ويسقينا؟!
-أنا أكتب عن المثقفين وأصحاب الكلمة وأنت لا هم لك سوى العلف!!!.
-أضحكتني......هل قلت مثقفين وأصحاب كلمة؟!.....هل تسمح لي بإخراج بعض البعر؟ لا أستطيع مواصلة الحديث قبل أن أفعل ذلك.
-افعلها وبسرعة.
-أحححح......الآن أستطيع أن أتكلم. لعلك ستوافقني أن أي نظام غير كفؤ لا يمكن أن يستمر لسنوات طويلة كما قد حدث إلا إذا كان هناك غياب كامل لأصحاب الكلمة أو تحالف بينهم وبين ذلك النظام كأن يكونوا موظفين تابعين له، وعندما أقول أصحاب الكلمة فإني أعني كل الطيف المثقف بمختلف مرجعياته الفكرية ومنها الدينية بالطبع.
-نعم .....أوافقك على هذا أيها التيس، لكننا نرى الكثير منهم اليوم يناضلون من أجل بعض الفئات المحرومة والقضايا العادلة.
-نعم إنهم يناضلون، لكن أغلبهم يناضل كراهية في النظام الذي يرون أنه لا يلبي طموحاتهم الشخصية ورغبة في ابتزازه لا حباً في الفئات المحرومة والقضايا العادلة، مشكلة أغلب أصاحب الكلمة أنهم في تعطّش دائم للتقدير، وإلا فقدوا الثقة بأنفسهم وبتميزهم، إن ما يجمع بين المثقفين في ظل أي نظام هو حرصهم على الإعتراف بهم من قبل السلطة وحصولهم على وضع يميزهم عن عامّة الناس.......ومتى ما حصلوا على ما يريدون سيجدون مبررات كثيرة لتغيير مواقفهم.........لعلّي أستثني هنا من قد أوجد لنفسه فكراً ومنهجاً فريداً يلتزم به على الدوام وهؤلاء نادروا الوجود.
-أرى أنك قد أفقدتني مزاجي للكتابة هذا اليوم.
-أنا آسف لذلك، لكن قد يساعدك أكل بعض مخلفات الجرائد اليومية على استعادته وبعدها ستجد أن كتاباتك ترقى لكتابات المثقفين.
تلك كانت نهاية حواري مع التيس.
كنت أكتب الكلمات السابقة وأنا متكئ على سياج زريبة الغنم، وكان التيس يتلصص من ورائي ويقرأ ما كنت أكتبه...... دخل شيء في أنفه فعطس، أفزعني فاغتظت منه.......التفت له قائلاً
-تيس فضولي، كبرت وشخت ولم تترك هذه العادة السيئة!!.
-أرجوك لا تكتب شيئاً يؤدي بك للسجن، انتظر حتى يرجع "رستم" من باكستان وبعدها اكتب ما تشاء ، لمن ستتركنا الآن لو قبضوا عليك؟! من سيطعمنا ويسقينا؟!
-أنا أكتب عن المثقفين وأصحاب الكلمة وأنت لا هم لك سوى العلف!!!.
-أضحكتني......هل قلت مثقفين وأصحاب كلمة؟!.....هل تسمح لي بإخراج بعض البعر؟ لا أستطيع مواصلة الحديث قبل أن أفعل ذلك.
-افعلها وبسرعة.
-أحححح......الآن أستطيع أن أتكلم. لعلك ستوافقني أن أي نظام غير كفؤ لا يمكن أن يستمر لسنوات طويلة كما قد حدث إلا إذا كان هناك غياب كامل لأصحاب الكلمة أو تحالف بينهم وبين ذلك النظام كأن يكونوا موظفين تابعين له، وعندما أقول أصحاب الكلمة فإني أعني كل الطيف المثقف بمختلف مرجعياته الفكرية ومنها الدينية بالطبع.
-نعم .....أوافقك على هذا أيها التيس، لكننا نرى الكثير منهم اليوم يناضلون من أجل بعض الفئات المحرومة والقضايا العادلة.
-نعم إنهم يناضلون، لكن أغلبهم يناضل كراهية في النظام الذي يرون أنه لا يلبي طموحاتهم الشخصية ورغبة في ابتزازه لا حباً في الفئات المحرومة والقضايا العادلة، مشكلة أغلب أصاحب الكلمة أنهم في تعطّش دائم للتقدير، وإلا فقدوا الثقة بأنفسهم وبتميزهم، إن ما يجمع بين المثقفين في ظل أي نظام هو حرصهم على الإعتراف بهم من قبل السلطة وحصولهم على وضع يميزهم عن عامّة الناس.......ومتى ما حصلوا على ما يريدون سيجدون مبررات كثيرة لتغيير مواقفهم.........لعلّي أستثني هنا من قد أوجد لنفسه فكراً ومنهجاً فريداً يلتزم به على الدوام وهؤلاء نادروا الوجود.
-أرى أنك قد أفقدتني مزاجي للكتابة هذا اليوم.
-أنا آسف لذلك، لكن قد يساعدك أكل بعض مخلفات الجرائد اليومية على استعادته وبعدها ستجد أن كتاباتك ترقى لكتابات المثقفين.
تلك كانت نهاية حواري مع التيس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق