إلى أين نسير
لماذا لا يتكلم الناس في عمان اليوم عن المستقبل كما كانوا يفعلون دوماً؟! هل توقفوا عن الطموح والأمل؟!
ولماذا فرحتهم بكل ما تم بعد الأحداث الأخيرة أقل من عادية، ومازالوا متشبثين بشعور المظلوم؟؟.
لقد تحقق ما كان يعتبر أحلاماً بمقاييس عشرين عاماً خلت.....فرص الدراسة الجامعية وفرص العمل والبنوك الإسلامية وغيرها، ومع هذا ما زالت زفرات الضيق والتذمر شائعة عند الحديث عن المستقبل، كأنهم في حالة انتظار مملة.
لكن لماذا لا نغادر حالة الإنتظار وننطلق؟!؟!
ننطلق!!.......إلى أين؟؟؟
أين نقف الآن
الحكومة مازالت في حالة دفاع عن النفس، وهي منشغلة بعلاج أزمات نتجت عن فشل دام لسنين طويلة، ومن ثم يبدو لأمثالي من المواطنين العاديين أن لا وقت لديها للنظر للأمام ووضع خريطة طريق ، لكن التاريخ لا ينتظر أحداً كما أنه لا يمضي خالياً، وإن لم نملأه نحن فسيملأه غيرنا. ومن لا يعرف أين سيتجه سيبقى واقفاً تملأه الحيرة والترقب، تمرّ به عربات القطار فتعصف به ريحها حتى يتهاوى ويسقط.
المشكلة
أي مجتمع لا يعرف إلى أين يتقدم يصاب بالإضطراب، ويوماً بعد يوم تزيد صعوبة الأمر خصوصاً مع وجود السلطات في أيدي من يتصورون أن مهمتهم الوحيدة هي الإمساك بمقاليد الأمور وتثبيتها دون الإيمان بحتمية التغيير، هؤلاء ينتمون لزمن مضى صيغت فيه أفكارهم ومهاراتهم ولغتهم ولم تعد صالحة للاستهلاك، وهم ينظرون لنا اليوم كأناس جاحدين لا نقدر ما يبذلونه من جهد.
كلمّا زاد هؤلاء إمساكاً وتمسكاً كلّما زاد المواطن نفوراً.
لنعالج الفشل علينا أولاً معرفة أسبابه، لا أن نعالج الأعراض، لأننا حينها نخدع أنفسنا. وقد تتطور الأعراض كثيراً، وتتعدد البوصلات المصابة بالدوار......حينها يظهر الإنتهازيون وغير الإنتهازيين ليقدموا لنا خرائطهم الخاصة، وقد نجد من يستدعي الأيدولوجيات من الخارج للعلاج، أو يتم التبرع بها لنا عبر وسطاء.
في هذا المعنى طافت بنا حوادث في الأيام الأخيرة أعتبرها مؤشرات خطيرة، آخرها إحراق سيارة أحد المصورين في ولاية السويق.
طبيب الأحرار وطبيب العبيد
في اليونان القديمة كان هناك أطباء خاصين بالأحرار، وآخرين خاصين بالعبيد. طبيب الأحرار كان يسأل المريض ويتناقش معه ومع أسرته حول المرض، وأما طبيب العبيد فكان يطبق قوانين الطب التي تعلمها ويعطي الدواء دونما مناقشة.
قريباً سينعقد مجلس عمان، وسيلقي جلالته حفظه الله خطاباً أتمنى أن ينير لنا درب المستقبل، وآمل أن نكون نحن والحكومة على مستوى مسئولية المرحلة، وأن تكون هي طبيباً حرّاً لأناس أحرار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق