الأحد، 4 نوفمبر 2012

أسباب الربيع العماني
 
 
صبر العمانيون كثيرا خلال فترة ما قبل الاحتجاجات الماضية، لكن لماذا صبروا حتى الربيع العربي؟!، لماذا لم يتذمروا قبل ذلك وقد مرّوا ببعض الظروف الإقتصادية الصعبة خلال السنين الخالية كفترة الثمانينات حين تدهورت أسعار النفط؟؟ المسألة بالتأكيد ليست متعلقة فقط بالبطالة والظروف المعيشية، بل بأشياء أعمق، ثم لماذا صحار بالذات كانت البؤرة؟!


في ما يلي سأحاول أن أضع اجابات متواضعة لتلك التساؤلات

خلال السنوات الماضية (قبل الأحداث الأخيرة) تشارك في عمان جيلان، الجيل الأول هم الذين شهدوا ووعوا أوضاع ما قبل عام 1970، وهؤلاء لم يكونوا ليتذمروا من أي شيء لأن الحاضر بالنسبة لهم أفضل كثيراً من الماضي فهم كانوا يعانون من عقدة الخوف تجاه أي تغيير قد يعود بهم لأوضاع الماضي المزري.

الجيل الثاني هم من قضى فترة شبابه بعد 1970، وهؤلاء للأسف قد طال بهم الأمد تحت أوضاع ثابتة لا تتغير فاستقر في نفوسهم استحالة التغيير.


لماذا خرج العمانيون في ذلك التوقيت.


أرى ثلاثة أسباب اجتمعت لتطلق الاحتجاجات

1-الجيل الشاب
وهذا الجيل لا يعاني من عقدة الخوف من التغيير ولا عقدة استحالة التغيير.

2-الأمل
ارتفاع أسعار النفط والزيادة الكبيرة في مداخيل مواطني الدول المجاورة غذّت الآمال بتحسن الأوضاع في السلطنة، وهذا أمل في المستقبل يدفع الإنسان للتحرك.

3-الشيطان
وهذا بظني هو أهم سبب وحّد بين المحتجين، وجود شخصيات مكروهة في الحكومة كان بمثابة الشيطان المتسبب بكل المآسي، شعور الكراهية تجاه هذا الشيطان هو الذي ألهب الحماس في المحتجين، ولعل ذكاء السلطان يتجلى هنا حين كان أول ما فعله هو إزالة هذا الشيطان.

4-الإحباط
قبل العيد الوطني الأربعين كان لدى عامة الناس توقعات عالية، وبعض ما كان يقال على ألسنة العقال لم يكن ليقوله إلا السذّج من الناس، وبعد العيد لم يكن هناك شيء.......هذا ألقى بالنفوس من علٍ.

لماذا صحار بالذات كانت البؤرة؟


هناك ثلاثة أسباب أيضا

1-الإحباط
كثير هم في صحار الذين سرحوا من جيش الإمارات، ونسبتهم في صحار ربما أعلى من أي مكان آخر في السلطنة له وزن سكاني مهم، هؤلاء تدهور مستواهم المعيشي وخلف ذلك حالة من الإحباط تدفعهم للإنخراط في أي تحرك قد يسهم في استعادة مستواهم السابق.

2-العمال
أيضاً في صحار هناك مجموعة كبيرة من العمال الشباب يعملون في الشركات والميناء، والعمال بطبيعتهم يمكن تنظيمهم وراء قيادة وتوجيههم، ولعل هذا كان واضحاً.

3-الأمل
الأمل مرة أخرى كان له دور هنا، فأهالي صحار هم أكثر من له علاقة وطيدة بالجيران الأغنياء الذين استفادوا من الزيادات الأخيرة في إيرادات النفط وهذا كان يعطيهم هم أيضاً الأمل في المستقبل.

الوضع في عمان كان جاهزاً، ومشاهد الربيع العربي على شاشات التلفزيون كانت بمثابة صفارة الإنطلاق فقط.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق