صاحبي يشتكي من كثرة الصراصير في المنزل، وبعد طول تفكّر وتدبّر اكتشف سرّ
تكاثرها وتوالدها......إنهم الوافدون، تخيّلوا كيف أننا لم ننتبه لهذا الأمر طوال
الزمن مع أننا أحياناً نلاحظ تكاثرها في هذا الوقت.
صاحبي يقول "إنهم هؤلاء الوافدون سبب وجود الصراصير، لأنهم يسكبون
الزيت في المجاري، والصراصير تتغذى على الزيت، فتبيض وتتكاثر، هم لا يهمهم، أمّا نحن
فلا نستطيع التعايش معها".
لا أعرف كيف نسي هذا الصديق أنه مرّ زمان عليه وعلى أسلافه حين كانت
الصراصير والنمل تشاركهم صحن التمر، وقد لا ينكر أحدهم أن حشرة ما التصقت بالتمرة
التي يضعها في فمه حتى يحس بالطعم الحامض فيقول "يبدو أني أكلت شيئاً مع التمرة".
الآن لو اتصلنا بالرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش" لأقسم أن الصراصير
هي خلايا نائمة للقاعدة. أما الرئيس الحالي "أوباما" فستكون له وجهة نظر
مغايرة، وسيرجح أنها صراصير دواعش......وإذا أردتم وجهة نظر ثالثة فيمكنكم استشارة
الرئيس المصري، وأنا متأكد أن إجابته ستكون جاهزة.
إنها طبيعة البشر، البحث عن عدو لإلقاء اللوم عليه، ولربما كان الأجدر أننا
حين نصاب بعدوى جرثومية مثلاً أن نتفكّر في كون أجسامنا قابلة للإصابة بالعدوى،
فتلك هي المشكلة الأساس، أما الجراثيم فهي تصيب لأنها طبيعتها وفطرتها، ولا مانع
من مقاومتها بعد ذلك.
ولو أن المجاري في بيت صاحبي غير قابلة لتوالد الصراصير لما حصلت المشكلة، ولن
يفيده الآن أن يتهم الوافدين أو الدواعش أو القاعدة ولا حتى الإخوان. ولن يفيده
أيضاً قتل الأعداد الهائلة منها بالسموم والأدوية ما دامت البيوض باقية بالأسفل،
ما سينفعه هو أن يصلح نظام المجاري المتهالك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق