دوماً يذكرني العيد بالطفولة، وكأن تلك النكهة الفريدة للفرح لا نحصل عليها إلا في طفولتنا، وفي رأيي أن ذلك الشعور كان يأتينا ممن كان حولنا ويحبّنا بصدق، فأساس الإحساس بالأشياء هو من خلال ما تشكّله من واسطة في علاقتنا وبالآخرين، وبدون تلك العلاقة لا نحسّ بطعم الأشياء، وهذا هو السرّ وراء جفاف المشاعر الذي يعتري كثير منّا.
أيّ فرحٍ كان يعترينا بثوب العيد الجديد، أعود لتخيّله الآن وأنا مستعدّ للتخلّي عن كل ثيابي وعن أعياد كثيرة مقابل أن تعود تلك الفرحة لمرّة واحدة فقط.
الثوب وحده لم يكن بالتأكيد مصدر تلك السعادة، بل من جاء به يحمله وهو يحسّ أنّه أسعد أهل الأرض لأنه سيعطيك إياه، ذلك هو مصدر السعادة الحقيقي، أما الثوب فليس سوى الوعاء الذي حمل تلك المشاعر والأحاسيس.
أين ذهب أولئك الناس الذين كانت قلوبهم ترى قبل أعينهم؟! لم تكن أعينهم تفرّق بين الحذاء الرخيص والغالي في القدم، لكنّ قلوبهم كانت تحسّ بك قبل أن تنطق. أمّا أعين أناس اليوم فتتجه للقدم في أوّل اللقاء.....فسبحان مغيّر الأحوال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق