سأتكلّم بصراحة، وما يشجّعني على ذلك ثقتي التامة بسعة صدور أهل البريمي. فهم
متميّزون بسعة الصدر هذه على كل من حولهم، وهذا من أسباب كون البريمي جاذبة لكل
أحد. ولا أبالغ إن قلت أن أهلنا هنا، ولأسباب تفرضها طبيعة البريمي، تؤطر الإنسانية
نظرتهم للآخر أكثر من مناطق كثيرة في عماننا الغالية. أمّا الأطر المذهبية والدينية
والعرقية، والتي جميعاً ننتمي لأحدها، فلا تنتقص بأي حال من الأحوال من حقوق
الإنسان كإنسان، أو كمواطن، أو كعامل أو أياً كانت صفته المدنية.
ما حصل هو كالآتي........قبل أيام قليلة تم الاعتداء على قبور في إحدى المقابر بحماسا، القبور تخص مسلمين من الطائفة الشيعيّة، وطبيعة الاعتداء كانت تخريب ما بني على هذه القبور من معالم باستثناء الشواهد.
لسنا بحاجة لكثير من الفطنة لمعرفة أي فكر قد يدفع لمثل هذا العمل الأهوج الخالي من العقل، لكن على كل حال إن كان هناك بقيّة عقل في هؤلاء ومن يحمل فكرهم فبودّي أن يسمعوا منّي هذه الرسالة.
"
1- يروى عن الإمام محمد بن عبدالوهاب أنّه قال يوماً لطلبته يختبرهم
-في بلدة كذا رجل ذبح ذبيحة للجن.
انزعجوا بالطبع، وتمنوا لو أنّهم عنده فينصحونه. وفي يوم غد جاءهم الشيخ بخبر آخر، قال لهم أن في ذات البلدة رجل زنا بأمه. تمعّرت وجوه القوم وانتفضوا، وهمّوا للذهاب للبلدة للفتك بهذا الذي زنا بأمه.
هنا قال لهم الشيخ
-عجباً لكم، هذا الرجل الذي زنا بأمّه ارتكب كبيرة ولم يشرك، وأمّا الرجل الأول فقد أشرك بالله، فكيف تكون همّتكم للكبيرة أشدّ من همّتكم للشرك!!!. انتهت القصّة.
2-لو قرأتم التاريخ لعرفتم أنّ من أهمّ أسباب انتشار المذهب الشيعي هو "المظلوميّة"......وها أنتم تشاركون في تصويرها وتسويقها، فقد انتشرت صور القبور المحطّمة. ولو لا ممارسات مثل هذه في التاريخ الإسلامي لربّما كانت صورة المشهد الإسلامي مختلفة اليوم.
3-أي فكر ديني يشتدّ ويصلب عود بالضغط، والفكر لا سبيل لمواجهته إلا بالفكر، وها أنتم أيضاً تشاركون في تقوية ذلك الآخر من حيث لا تعلمون.
4-أين منكم قوله تعالى "ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك". لا يشك من يرى الكيفية التي حطّمت بها القبور أن من قام بالعمل يحمل غلاً وغيظاً لا يتناسب وصورة المسلم المحبّ للخير.
5-ما تعانون منه يسمّى (رهاب عدم الاكتمال)، وهو ما يعاني منه كل متشدد، يزعجه وجود الآخر، ويزعجه أكثر كلّما كان ذلك الآخر صغيراً. لذلك نجد الهجوم يتجه للشيعة، لأنهم المجموعة الأصغر.
6-المجتمع المثالي بنظركم هو مجتمع يتكوّن منكم فقط، وهذا مستحيل نظرياً وواقعياً، وعلى مرّ التاريخ لم يخلق مجتمع كالذي تحلمون به، السبب ببساطة أن الانسان لا يستطيع أن يكوّن مجتمعاً إلا بوجود "نحن" والآخر.
"
رسالتي الثانية أودّ توجيهها للجهات الرسميّة
1- لا يجب النظر للأمر أنّه شيء عابر، لأن العمل له دافع ديني، والدين يؤطر النظرة لكل شيء. وهو مؤشر خطير على ما يمكن أن يصل به الأمر من تجاوز لكل سلطة واعتبار. ولعل العمل باليد وفعل التكسير يحمل أقوى وأوضح رمزية.
2- الجهات الرسمية تتحمل جزء من مسئولية ماحدث. فرواج فكر كالذي أدى لهذا العمل كان بحاجة لمحفّز، والمحفّز توفر له ببساطة قبل عدّة سنين حين قامت مشكلة المساجد في البريمي. ولعلّكم تذكرون كيف طغت تلك المسألة، وكيف أدى تردد المسئولين الى تطاول ذوي النفوس الضعيفة.
3- الحل ليس في بناء المقبرة، بل في بناء العقول، وإقناع كل فكر بأنه جزء مكون للمجتمع، وليس منبوذا، وفق قاعدة " لا ضرر ولا ضرار".
"
رسالتي الثالثة هي لذوي الموتى الذي أحسّوا بأنهم مستهدفين بالسوء.
يعلم الله أنّي رأيت من بعضكم الذي أعرفهم كل خير، ولا نرضى بأي حال من الأحوال أن تنتهك حقوقكم، وليس هذا بتفضّل من أحد عليكم، بل هو في الحقيقة حفاظ على حقوق الجميع.
شكراً لكم
ما حصل هو كالآتي........قبل أيام قليلة تم الاعتداء على قبور في إحدى المقابر بحماسا، القبور تخص مسلمين من الطائفة الشيعيّة، وطبيعة الاعتداء كانت تخريب ما بني على هذه القبور من معالم باستثناء الشواهد.
لسنا بحاجة لكثير من الفطنة لمعرفة أي فكر قد يدفع لمثل هذا العمل الأهوج الخالي من العقل، لكن على كل حال إن كان هناك بقيّة عقل في هؤلاء ومن يحمل فكرهم فبودّي أن يسمعوا منّي هذه الرسالة.
"
1- يروى عن الإمام محمد بن عبدالوهاب أنّه قال يوماً لطلبته يختبرهم
-في بلدة كذا رجل ذبح ذبيحة للجن.
انزعجوا بالطبع، وتمنوا لو أنّهم عنده فينصحونه. وفي يوم غد جاءهم الشيخ بخبر آخر، قال لهم أن في ذات البلدة رجل زنا بأمه. تمعّرت وجوه القوم وانتفضوا، وهمّوا للذهاب للبلدة للفتك بهذا الذي زنا بأمه.
هنا قال لهم الشيخ
-عجباً لكم، هذا الرجل الذي زنا بأمّه ارتكب كبيرة ولم يشرك، وأمّا الرجل الأول فقد أشرك بالله، فكيف تكون همّتكم للكبيرة أشدّ من همّتكم للشرك!!!. انتهت القصّة.
2-لو قرأتم التاريخ لعرفتم أنّ من أهمّ أسباب انتشار المذهب الشيعي هو "المظلوميّة"......وها أنتم تشاركون في تصويرها وتسويقها، فقد انتشرت صور القبور المحطّمة. ولو لا ممارسات مثل هذه في التاريخ الإسلامي لربّما كانت صورة المشهد الإسلامي مختلفة اليوم.
3-أي فكر ديني يشتدّ ويصلب عود بالضغط، والفكر لا سبيل لمواجهته إلا بالفكر، وها أنتم أيضاً تشاركون في تقوية ذلك الآخر من حيث لا تعلمون.
4-أين منكم قوله تعالى "ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك". لا يشك من يرى الكيفية التي حطّمت بها القبور أن من قام بالعمل يحمل غلاً وغيظاً لا يتناسب وصورة المسلم المحبّ للخير.
5-ما تعانون منه يسمّى (رهاب عدم الاكتمال)، وهو ما يعاني منه كل متشدد، يزعجه وجود الآخر، ويزعجه أكثر كلّما كان ذلك الآخر صغيراً. لذلك نجد الهجوم يتجه للشيعة، لأنهم المجموعة الأصغر.
6-المجتمع المثالي بنظركم هو مجتمع يتكوّن منكم فقط، وهذا مستحيل نظرياً وواقعياً، وعلى مرّ التاريخ لم يخلق مجتمع كالذي تحلمون به، السبب ببساطة أن الانسان لا يستطيع أن يكوّن مجتمعاً إلا بوجود "نحن" والآخر.
"
رسالتي الثانية أودّ توجيهها للجهات الرسميّة
1- لا يجب النظر للأمر أنّه شيء عابر، لأن العمل له دافع ديني، والدين يؤطر النظرة لكل شيء. وهو مؤشر خطير على ما يمكن أن يصل به الأمر من تجاوز لكل سلطة واعتبار. ولعل العمل باليد وفعل التكسير يحمل أقوى وأوضح رمزية.
2- الجهات الرسمية تتحمل جزء من مسئولية ماحدث. فرواج فكر كالذي أدى لهذا العمل كان بحاجة لمحفّز، والمحفّز توفر له ببساطة قبل عدّة سنين حين قامت مشكلة المساجد في البريمي. ولعلّكم تذكرون كيف طغت تلك المسألة، وكيف أدى تردد المسئولين الى تطاول ذوي النفوس الضعيفة.
3- الحل ليس في بناء المقبرة، بل في بناء العقول، وإقناع كل فكر بأنه جزء مكون للمجتمع، وليس منبوذا، وفق قاعدة " لا ضرر ولا ضرار".
"
رسالتي الثالثة هي لذوي الموتى الذي أحسّوا بأنهم مستهدفين بالسوء.
يعلم الله أنّي رأيت من بعضكم الذي أعرفهم كل خير، ولا نرضى بأي حال من الأحوال أن تنتهك حقوقكم، وليس هذا بتفضّل من أحد عليكم، بل هو في الحقيقة حفاظ على حقوق الجميع.
شكراً لكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق