كلكم مثلي، تجدون في محيطكم القريب أصنافاً من البشر. ولأنهم في محيطنا القريب فمن الممكن أن نجد متعة كبيرة في التأمل في هذه العوالم البشرية. لا أخفي عليكم، أنا أجد متعة كبيرة في ذلك، ولا أدري بالضبط لماذا –أرجو أن لا يغضب منّي أحد- بشكل عفوي عندما أتأمل في شخصية ممتعة أفكّر فيها كشخصية رسوم متحركة.
من أين أبدأ ياترى؟!.....سأبدأ من أحد مدراء العموم الذين مرّوا بي. بالتأكيد ليس الحالي...، بل أحد السابقين.
كان بيني وبينه معرفة سطحية بسيطة جداً قبل أن ينقل لمديريتنا كمدير عام، وحين استدعاني لمكتبه للمرة الأولى، وقبل أن أفتح الباب، أخرجت من جيبي ابتسامة صديق قديم وألصقتها على وجهي. حين دخلت كان يجلس على مكتبه وأمامه ورقة بيضاء حسبت أنّه يعاقبها على فعلة دنيئة فعلتها. أحسّ بدخولي فتوقف عن عقاب الورقة ورفع عينيه من فوق نظارته المتدلية على أنفه، ثمّ مطّ شفته السفلى بشكل قوس للأمام حتى خشيت أنّه يطلب منّي أن أمد يدي لها للمصافحة.
حينها.....وبسرعة كان علي أن أبحث في جيبي أيضاً عن زيّ وكيل عسكر، وأن ألبسه إياه بشكل خفي وأعود لمكاني عند الباب، حينها فقط سأستطيع التعامل معه.
حينها.....وبسرعة كان علي أن أبحث في جيبي أيضاً عن زيّ وكيل عسكر، وأن ألبسه إياه بشكل خفي وأعود لمكاني عند الباب، حينها فقط سأستطيع التعامل معه.
استمرت علاقتنا العملية وفق القواعد العسكرية، ولذلك كان علي دوماً أن أحتاط له بزي وكيل العسكر في جيبي، وكنت في نظره من أكفأ الموظفين، ومع ذلك فأجمل كلمة سمعتها منه هي "أنت ذكي يا سالم، لكنك كسول".
لاشك أنكم توافقونني أن المناصب القيادية تحتاج لأشخاص ذوي مهارات قيادية، وحتى أكفأ الناس وأعدلهم "كمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلّم" لن يكون قادراً على توجيه الناس نحو الهدف المنشود دون استمالته للقلوب، ولذلك قال تعلى "ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق