لست بأي حال منحازاً لا لأهل المنطق ولا لغيره، إنما أستطيع بالفطرة أن أعرف أن هذه الفتاة قد صُبّ الجمال عليها بلا قيد ولا حساب. بل لا أكاد أشكّ أنّ العسل يقطر من بسماتها وهي تقطّع الخبز، وأنّ ندى مروج جورجيا المزهرة يعطّر أي شيء تلمسه.
لكن رفيق الرحلة سند، ويبدو لي أنّه لم يستطع استيعاب وجود هذا الكمّ من الجمال دفعة واحدة يداعب بعضه بعضاً ، أصيب بما كنّا نسميه (عقر بقر). وبالعربي فقد جحظت عيناه وانفكّت علائق فكّه الأسفل، ولم يعد يسمع. وفي محاولة مستترة منه لاستعادة التوازن أخذ يسأل:
-سالم....ما هي مقاييس الجمال؟
كنت أنوي أن أجيبه وفق ما أعرفه عن ميوله المنطقية الأرسطية، وأن أسرد عليه ما يستحبّ أن تكون عليه المرأة من صفات جسمانيّة. لكن.....ما إن اقتربت منّا حاملة صحن الخبز لطاولتنا، ووضعت ابتسامتها عليه، حتى عجّم عليّ وعليه....وبقينا لحظات.....ثمّ بدأنا السباق لنتقاسم عبيرها على الخبز.
كان عليّ أنا أن أستعيد توازني هذه المرّة، وكان ذلك أصعب كثيراً مما تتصورون، فصوت استدارة كعبها عند رجليّ أدار عقلي وقلبي.
لقد نجحت في استعادة بعض التوازن، لكن ليس بالقدر الذي يمكّنني من التفكير بشكل منطقي كالذي يتوقعه منّي سند. وأكثر ماكنت أتوق له لحظتها أن أفهم.....أفهم أي شيء.
تناهت لسمعي مرّة أخرى استدارة كعبها بعدما وضعت صحناً على طاولة أخرى، وإذا بها تشرق عائدة، وقفت بقربنا، أعطتني ابتسامة وأعطت لسند واحدة أخرى. قالت
-تريدون شيئاً آخر؟!..........آسفة....رأيتكم تنظرون لي فاعتقدت أنكم تريدون شيئاً.......إذا أردتم أي شيء أشيروا لي فقط.
تركتنا....وكأنها ألهمتني ما يجب أن أرد به لسند. قلت له
-سند...الجمال معجزة الإنسان، لأنّه وحده القادر على إضفاء قيم الجمال على الأشياء. ووحده القادر أيضاً على إضفاء قيم مضادة على أشياء أخرى. هذه الفتاة مثلاً.....أنا متأكد، أننا نحن الإثنان سنترك جزءاً من قلبينا هنا في هذا المطعم المجهول في هذه القرية الفلاحية الصغيرة......قيمة الجمال بقدر ما تدفع له من قلبك.
لكن رفيق الرحلة سند، ويبدو لي أنّه لم يستطع استيعاب وجود هذا الكمّ من الجمال دفعة واحدة يداعب بعضه بعضاً ، أصيب بما كنّا نسميه (عقر بقر). وبالعربي فقد جحظت عيناه وانفكّت علائق فكّه الأسفل، ولم يعد يسمع. وفي محاولة مستترة منه لاستعادة التوازن أخذ يسأل:
-سالم....ما هي مقاييس الجمال؟
كنت أنوي أن أجيبه وفق ما أعرفه عن ميوله المنطقية الأرسطية، وأن أسرد عليه ما يستحبّ أن تكون عليه المرأة من صفات جسمانيّة. لكن.....ما إن اقتربت منّا حاملة صحن الخبز لطاولتنا، ووضعت ابتسامتها عليه، حتى عجّم عليّ وعليه....وبقينا لحظات.....ثمّ بدأنا السباق لنتقاسم عبيرها على الخبز.
كان عليّ أنا أن أستعيد توازني هذه المرّة، وكان ذلك أصعب كثيراً مما تتصورون، فصوت استدارة كعبها عند رجليّ أدار عقلي وقلبي.
لقد نجحت في استعادة بعض التوازن، لكن ليس بالقدر الذي يمكّنني من التفكير بشكل منطقي كالذي يتوقعه منّي سند. وأكثر ماكنت أتوق له لحظتها أن أفهم.....أفهم أي شيء.
تناهت لسمعي مرّة أخرى استدارة كعبها بعدما وضعت صحناً على طاولة أخرى، وإذا بها تشرق عائدة، وقفت بقربنا، أعطتني ابتسامة وأعطت لسند واحدة أخرى. قالت
-تريدون شيئاً آخر؟!..........آسفة....رأيتكم تنظرون لي فاعتقدت أنكم تريدون شيئاً.......إذا أردتم أي شيء أشيروا لي فقط.
تركتنا....وكأنها ألهمتني ما يجب أن أرد به لسند. قلت له
-سند...الجمال معجزة الإنسان، لأنّه وحده القادر على إضفاء قيم الجمال على الأشياء. ووحده القادر أيضاً على إضفاء قيم مضادة على أشياء أخرى. هذه الفتاة مثلاً.....أنا متأكد، أننا نحن الإثنان سنترك جزءاً من قلبينا هنا في هذا المطعم المجهول في هذه القرية الفلاحية الصغيرة......قيمة الجمال بقدر ما تدفع له من قلبك.