قيصر....هو العامل الباكستاني الجديد الذي أحضرته للمزرعة. فرحت به لما رأيت من اجتهاده في العمل والعناية بالمزروعات والبهائم. ولست أدري الآن، أهي عين أصابته أم فرحتي به هي ما جنى عليه.
الموضوع باختصار أن محصول السنة من التين الشوكي جيّد جداً، ويبدو أن قيصر يرى التين الشوكي لأول مرّة، ولايعرف أن الإكثار منه قد يؤدي لعواقب وخيمة. المهم....قبل أمس قطفنا كميّة كبيرة، وكان يفترض بقيصر أن يرصّها في الصناديق خلال المساء استعداداً لتسويقها في الصباح. ما كان يفعله قيصر أثناء رصّ المحصول في الصناديق أنّه كان يلتهم ما يستطيبه منها، ولكم أن تتصوروا كم التهم قيصر خلال تعبئته لخمسين صندوقاً.....لم يكتفِ بذلك، بل أخذ ما زاد من الثمار لجاره عامل المزرعة المجاورة والتهماه معاً.
اتصل بي قيصر في الرابعة صباحاً وهو يئن ويتأوه. حقاً اعتقدت أنّ أحداً هاجمه وطعنه بسكين من كثرة تأوهه. عندما وصلته وجدته مستلقيٍ على ظهره وبطنه منتفخه، كان بالكاد يجرّ نفسه. أخافني منظره كثيراً، وتذكّرت يوم لدغت أفعى إحدى البقرات فأصبحت منتفخة مثل قيصر. جثوت بجانبه وأنا أسأله بلهفة
-قيصر.....ماذا حصل؟ هل لدغتك أفعى؟
-لا....لا....لا أدري، لم أستطع النوم من ألم بطني، أحسّ برغبة شديدة للذهاب للحمام لكنّي كلّما ذهبت لا يخرج شيء. والآن كما ترى بطني انتفخت.
كان يتكلم ولا أرى من عينيه إلا البياض، أدركت أنه سيهلك لا محالة. من لطف الله به أنّي لمحت بقايا التين الشوكي الذي التهمه عند الباب. حينها فقط عرفت ما حصل....قلت له
-قيصر....هل أكلت كثيراً من هذا؟
-نعم....ليس كثيراً كثيراً....ربّما أكلت كثيراً لا أعرف.
-يا مجنون، لابد أن الحبيبات الآن ملتصقة ببعضها وتسدّ كل أمعائك، ماذا أفعل معك الآن.
لحسن الحظ أعرف أحد الإخوة الأطباء، فلسطيني لديه عيادة خاصة، وما جاء به لمخيلتي حينها أنّه كان يوماً ما أخبرني أن هذه المشكلة شائعة في فلسطين بسبب كثرة محصول التين الشوكي هناك. اتصلت به
-صباح الخير دكتور رياض. آسف لإزعاجك لكنه أمر طارئ.
-تفضّل، ماذا هناك؟
-عامل المزرعة أكل كمية كبيرة من التين الشوكي، ويبدو أن أمعاءه مسدودة بالكامل.....بطنه منتفخة ويصرخ من الألم. ماذا أفعل به؟.
-هههههه....اطمئن، لن يموت، وعلاجه بسيط. اسمع....علاجه الوحيد هو حقنة شرجية بالشامبو. عليك أن تخلط كمية كبيرة من الشامبو والماء وتضخها فيه من فتحة الشرج. بعدها اطلب منه أن يمشي قليلاً، وإن لم ينطلق بطنه فاذهب به فوراً للطوارئ وسيتصرفون معه بسهولة.
حاولت التصرف بسرعة وبما تيسر من امكانات. لحسن الحظ وجدت عبوة شامبو مملوءة لدى قيصر، أفرغتها في دلو كبير ثم ملأته بالماء. أحضرت مضخة الديزل اليدوية ووصلتها بأنبوب له نهاية مطاطية ضيّقة قدّرت أنها ستدخل في شرج قيصر بسهولة ان دهنتها بالفازلين، والجيّد أن النهاية المطاطية عبارة عن صمّام في اتجاه واحد يمنع عودة السائل.
قلبت قيصر على جنبه وأنزلت سرواله، دهنت الأنبوب بالفازلين وأدخلت طرفه في شرجه. صرخ المسكين وتأوه، لكنّه استسلم بعد ذلك. بدأت بضخ الماء المخلوط بالشامبو من الدلو لأمعاء قيصر وهو يأن مع كل دفقة أضخها فيه. عندما انتهيت من ضخ كامل الدلو وسحبت الأنبوب منه كان كأنه مغماً عليه. كان فمه مفتوحاً وعيناه مبيضتان. حاولت جهدي معه لينهض ويمشي ولو لبضع خطوات، لعلّ أمعاءه تتحرك قليلاً.
أخيراً نجحت، وتحامل المسكين على نفسه وقام على رجليه. لاحظت أن بطنه انتفخت كثيراً وهيء لي أنها ستنفجر في أي لحظة. بعد أن مشى بضع خطوات حدث شيء أخافني عليه بشدّة، لقد بدأت الرغوة تخرج من فمه وأنفه. أيقنت حينها أن أمعاءه منعقدة بالكامل ولن تنفتح بشكل طبيعي ولا مناص من أخذه للمستشفى. أخذت أجره كالثور حتى ألقيته على المقعد الخلفي للسيارة وانطلقت لطوارئ المستشفى.
وصلت المستشفى مع إشراقة الشمس، وحين أدخل قيصر ورآه الطبيب أصيب بالفزع من انتفاخ بطنه. وعندما أخبرته بما حدث طلب تجهيز غرفة عمليات الطوارئ بسرعة. استعدادا للدخول لغرفة العمليات كان قيصر على النقالة في صالة الطوارئ، طلب الطبيب من أحد الممرضين أن ينزل سروال قيصر ليفحصه فحصاً مبدئياً. وهو ينظر صرخ فجأة.....اقتربت لأرى لما ينظر....قال لي
-ما هذا!!!....هناك شيء يسدّ فتحة شرج المسكين....شيء أسود كالمطاط.
لقد كانت نهاية الانبوب المطاطية، يبدو أنها بقيت هناك ولم أنتبه لها.....مدّ الطبيب يده وأمسك يطرفها.....وسحبها بشكل مفاجئ.....ولا أراكم الله ماذا حصل بعد ذلك.
الانفجار الأولي نجم عنه إصابات في وجه الطبيب، وأظن أن بعض الحبيبات التي كانت قريبة من الفوهة أصابت عينيه. تلا ذلك انفجارات متعددة أسفرت عن إصابة معظم جدران قاعة الطوارئ بالحبيبات والشظايا المتطايرة. من شدّة القذف اندفع السرير على دوالبه بشكل دائري مما جعل الحبيبات تصل لطاولة الاستقبال حيث أصيبت ممرضتان. الصراخ والجلبة دفعت برجال الأمن المتواجدين على البوابة للاسراع لقسم الطوارئ، وصوت حبيبات التين المتطايرة واصطدامها بالجدار لم يترك لهم مجالاً إلا الانبطاح أرضاً .....كل هذا وأنا مختبئ تحت سرير قيصر، ولذلك لم أصب بأي شيئ.
حين توقّف اطلاق التين رفعت رأسي فإذا بوجه قيصر قد عادت له الحياة، تعجّلته لينزل من على السرير ولنغادر أرض المعركة وإلا يعلم الله ما قد يحدث لنا، وتمكنّا من ذلك ولله الحمد.....ولعلّ قيصر قد تعلّم درساً عظيماً.
الموضوع باختصار أن محصول السنة من التين الشوكي جيّد جداً، ويبدو أن قيصر يرى التين الشوكي لأول مرّة، ولايعرف أن الإكثار منه قد يؤدي لعواقب وخيمة. المهم....قبل أمس قطفنا كميّة كبيرة، وكان يفترض بقيصر أن يرصّها في الصناديق خلال المساء استعداداً لتسويقها في الصباح. ما كان يفعله قيصر أثناء رصّ المحصول في الصناديق أنّه كان يلتهم ما يستطيبه منها، ولكم أن تتصوروا كم التهم قيصر خلال تعبئته لخمسين صندوقاً.....لم يكتفِ بذلك، بل أخذ ما زاد من الثمار لجاره عامل المزرعة المجاورة والتهماه معاً.
اتصل بي قيصر في الرابعة صباحاً وهو يئن ويتأوه. حقاً اعتقدت أنّ أحداً هاجمه وطعنه بسكين من كثرة تأوهه. عندما وصلته وجدته مستلقيٍ على ظهره وبطنه منتفخه، كان بالكاد يجرّ نفسه. أخافني منظره كثيراً، وتذكّرت يوم لدغت أفعى إحدى البقرات فأصبحت منتفخة مثل قيصر. جثوت بجانبه وأنا أسأله بلهفة
-قيصر.....ماذا حصل؟ هل لدغتك أفعى؟
-لا....لا....لا أدري، لم أستطع النوم من ألم بطني، أحسّ برغبة شديدة للذهاب للحمام لكنّي كلّما ذهبت لا يخرج شيء. والآن كما ترى بطني انتفخت.
كان يتكلم ولا أرى من عينيه إلا البياض، أدركت أنه سيهلك لا محالة. من لطف الله به أنّي لمحت بقايا التين الشوكي الذي التهمه عند الباب. حينها فقط عرفت ما حصل....قلت له
-قيصر....هل أكلت كثيراً من هذا؟
-نعم....ليس كثيراً كثيراً....ربّما أكلت كثيراً لا أعرف.
-يا مجنون، لابد أن الحبيبات الآن ملتصقة ببعضها وتسدّ كل أمعائك، ماذا أفعل معك الآن.
لحسن الحظ أعرف أحد الإخوة الأطباء، فلسطيني لديه عيادة خاصة، وما جاء به لمخيلتي حينها أنّه كان يوماً ما أخبرني أن هذه المشكلة شائعة في فلسطين بسبب كثرة محصول التين الشوكي هناك. اتصلت به
-صباح الخير دكتور رياض. آسف لإزعاجك لكنه أمر طارئ.
-تفضّل، ماذا هناك؟
-عامل المزرعة أكل كمية كبيرة من التين الشوكي، ويبدو أن أمعاءه مسدودة بالكامل.....بطنه منتفخة ويصرخ من الألم. ماذا أفعل به؟.
-هههههه....اطمئن، لن يموت، وعلاجه بسيط. اسمع....علاجه الوحيد هو حقنة شرجية بالشامبو. عليك أن تخلط كمية كبيرة من الشامبو والماء وتضخها فيه من فتحة الشرج. بعدها اطلب منه أن يمشي قليلاً، وإن لم ينطلق بطنه فاذهب به فوراً للطوارئ وسيتصرفون معه بسهولة.
حاولت التصرف بسرعة وبما تيسر من امكانات. لحسن الحظ وجدت عبوة شامبو مملوءة لدى قيصر، أفرغتها في دلو كبير ثم ملأته بالماء. أحضرت مضخة الديزل اليدوية ووصلتها بأنبوب له نهاية مطاطية ضيّقة قدّرت أنها ستدخل في شرج قيصر بسهولة ان دهنتها بالفازلين، والجيّد أن النهاية المطاطية عبارة عن صمّام في اتجاه واحد يمنع عودة السائل.
قلبت قيصر على جنبه وأنزلت سرواله، دهنت الأنبوب بالفازلين وأدخلت طرفه في شرجه. صرخ المسكين وتأوه، لكنّه استسلم بعد ذلك. بدأت بضخ الماء المخلوط بالشامبو من الدلو لأمعاء قيصر وهو يأن مع كل دفقة أضخها فيه. عندما انتهيت من ضخ كامل الدلو وسحبت الأنبوب منه كان كأنه مغماً عليه. كان فمه مفتوحاً وعيناه مبيضتان. حاولت جهدي معه لينهض ويمشي ولو لبضع خطوات، لعلّ أمعاءه تتحرك قليلاً.
أخيراً نجحت، وتحامل المسكين على نفسه وقام على رجليه. لاحظت أن بطنه انتفخت كثيراً وهيء لي أنها ستنفجر في أي لحظة. بعد أن مشى بضع خطوات حدث شيء أخافني عليه بشدّة، لقد بدأت الرغوة تخرج من فمه وأنفه. أيقنت حينها أن أمعاءه منعقدة بالكامل ولن تنفتح بشكل طبيعي ولا مناص من أخذه للمستشفى. أخذت أجره كالثور حتى ألقيته على المقعد الخلفي للسيارة وانطلقت لطوارئ المستشفى.
وصلت المستشفى مع إشراقة الشمس، وحين أدخل قيصر ورآه الطبيب أصيب بالفزع من انتفاخ بطنه. وعندما أخبرته بما حدث طلب تجهيز غرفة عمليات الطوارئ بسرعة. استعدادا للدخول لغرفة العمليات كان قيصر على النقالة في صالة الطوارئ، طلب الطبيب من أحد الممرضين أن ينزل سروال قيصر ليفحصه فحصاً مبدئياً. وهو ينظر صرخ فجأة.....اقتربت لأرى لما ينظر....قال لي
-ما هذا!!!....هناك شيء يسدّ فتحة شرج المسكين....شيء أسود كالمطاط.
لقد كانت نهاية الانبوب المطاطية، يبدو أنها بقيت هناك ولم أنتبه لها.....مدّ الطبيب يده وأمسك يطرفها.....وسحبها بشكل مفاجئ.....ولا أراكم الله ماذا حصل بعد ذلك.
الانفجار الأولي نجم عنه إصابات في وجه الطبيب، وأظن أن بعض الحبيبات التي كانت قريبة من الفوهة أصابت عينيه. تلا ذلك انفجارات متعددة أسفرت عن إصابة معظم جدران قاعة الطوارئ بالحبيبات والشظايا المتطايرة. من شدّة القذف اندفع السرير على دوالبه بشكل دائري مما جعل الحبيبات تصل لطاولة الاستقبال حيث أصيبت ممرضتان. الصراخ والجلبة دفعت برجال الأمن المتواجدين على البوابة للاسراع لقسم الطوارئ، وصوت حبيبات التين المتطايرة واصطدامها بالجدار لم يترك لهم مجالاً إلا الانبطاح أرضاً .....كل هذا وأنا مختبئ تحت سرير قيصر، ولذلك لم أصب بأي شيئ.
حين توقّف اطلاق التين رفعت رأسي فإذا بوجه قيصر قد عادت له الحياة، تعجّلته لينزل من على السرير ولنغادر أرض المعركة وإلا يعلم الله ما قد يحدث لنا، وتمكنّا من ذلك ولله الحمد.....ولعلّ قيصر قد تعلّم درساً عظيماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق